قلاقل | هذا الوقت سوف يمضي ..

قلاقل: الحلقة الثالثة

قلتُ ١١: رجزتُ معارضاً لحكاية الدب:

يُحكى بأنَّ جحشاً • أرادَ يوماً نهشاً
في لحمِ مُهرٍ يافِع • ليَغنمَ المنافِع
فزاده فرطُ القَلَق • همّاً على همٍّ فَتَق
فأدرك الفضيحه • كنعجةٍ نطيحه
لأنّهُ لم يفتطِن • لخطّة المُهرِ الفَطِن
هُمُ كَذا الجِحاشِ • لو سمعوا الوشواشِ
يُقدِّمونَ الأُعطِيَه • وذي لعمري أُحجِيَه!

وذلك عن حكاية الجحش المفوّه، والقصة كما حكاها لي صاحبها -على ذمته- أنّها تُحكى عن جحشٍ كان يُجيد حديث الآدميين، وقد كان بذلك أعجوبة دهره، وواحد زمانه، تنقّل وترقّى بين مختلف المزارع الرائدة نظير ما أظهره من براعة في مهارات التواصل مع البشر، ونظير علاقة الدم التي تربطه بمجتمع الخيول الأصيلة.

رآه مرة مزارع من المزارعين، وأُعجب به، فقرر استقطاب ذلك الجحش للعمل في مزرعته على منصب “مستشار مُزارع أوّل”، إذ علاوةً على فصاحته؛ كان جوكراً يمكنه العمل مع أكثر من قطيع ببراعة:

١- قطيع الحمير؛ وهو يتفوق عليهم بعرقه المهجّن مع الخيول.

٢- قطيع الخيول؛ وهو يتفوق عليهم بمهارة التواصل مع البشر.

٣- قطيع المواشي المستوردة؛ وهو يتفوق عليهم بخبرته في إجراءات عمل المزارع المحليّة.

باختصار؛ كان الجحش المناسب في المكان المناسب ..

ثم مرّت بعدها الأيام، ولمع نجم مُهرٍ يافعٍ من قطيع الخيول الأصيلة في المزرعة، والذي كانت له خصائص فريدة جعلت منه محبوب المواشي، حتى أنَّ أكبر فانزاته كان حاشي، والمعلومة الأخيرة ليست إلا سجعاً على الماشي، وهو الأمر الذي أقلق الجحش المهتم كثيراً بأمر سمعته التي بدأت بالاهتزاز مع تزايد شعبية المُهر البارع، رغم أنّه كان جحشاً كثيف الحمق، مُقيّداً في رق، وإن ادّعى الحذق، إذ شدّ ما قربت عليه الأنجم عن الصدق، إلى نهاية الحكاية، لن أكملها لأنّها لا حاجة لذلك، الحاجة فقط للفت عنايتكم إلى الانتباه من الجحوش والـ “Half horses”.

“وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً”

سورة النحل (٨).

قلتُ ١٢: حدّثني ثقة من الأخوة، وهو مسؤول من مستوى عالي، قال: من مبادئ القيادة أن تبني مستعمرة لنفسك كقائد، وذلك من خلال تمكين من هم دونك في التسلسل الإداري بوضعهم في مكانة أعلى ممّا يستحقونها، وزيادتهم قدر المستطاع، والغاية من ذلك -على حد رأيه- تتبيّن في:

١- كل ما اعتلت مكانة من دونك؛ كل ما اعتلت مكانتك.
٢- كل ما كانت مكانتك عالية؛ كل ما زادت صعوبة الوصول إليك.
٣- كل ما زاد عدد أتباعك؛ كل ما قلّت احتمالية اختراق مستعمرتك.

“فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي ٱلنُّجُومِ ﴿٨٨﴾ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴿٨٩﴾”

سورة الصافات.

قلتُ ١٣: أؤمن بالحدس، ولا أعتقد أن إصابة الحدس مسألة حظ، بل أعتقد أن الحدس عبارة عن أفكار ذكية جداً يبرمجها دماغك ولا يستطيع إدراكك العقلي أن يلاحظها، فيصلك الأمر من جهازك العصبي على شكل حدس، حالها حال الموجات الصوتية من حيث السماع؛ فكل ما زاد تردّد تلك الموجات الصوتية كل ما أصبحت مسموعة بشكل أكبر، حتى يتجاوز تردّدها ٢٠٠٠٠ هيرتز فتصبح غير مسموعة، والكلام السابق لا يعدو كونه تنظير يفتقر إلى الدليل المادي، ولكنّ قولي حجّة.

“قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ”

سورة الزمر (٩).

قلتُ ١٤:

إن الذي قدر العجائب قدرها
ساوى لديه البيضُ منها السُوَّدا
ولقد رأيتُ من العجائبِ حاجتي
فذهلت حين رأيت منها الأزودا
ما كان يُحسَبُ حادثاً أو صادفاً
أو ما يقوم به اللئيمُ تَفرُّدا
وكأن ثأراً كان كائنَ بيننا
أو أنَّها قد أقسمت لي بالعدا
فإذا خلوت وأبصرتني؛ أوعدت
لو مر هذا اليوم؛ فالوعدُ غدا

“وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ”

سورة الشعراء (٢٢٤).

قلتُ ١٥: انتهى كلامي رحمني الله ..

أضف تعليق